منتدى الزعاطشة
҉ ₪ █ا اهلا بك زائرنا الكريم █ ₪ ҉

♥️ ۝ண نتمنى منك الضغط على دخول اذا كنت سبق و سجلت ண۝ ♥️

♥️ ۝ண أو الضغط على تسجيل لتنتمي الى عائلتنا ண۝ ♥️
منتدى الزعاطشة
҉ ₪ █ا اهلا بك زائرنا الكريم █ ₪ ҉

♥️ ۝ண نتمنى منك الضغط على دخول اذا كنت سبق و سجلت ண۝ ♥️

♥️ ۝ண أو الضغط على تسجيل لتنتمي الى عائلتنا ண۝ ♥️
منتدى الزعاطشة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

كم أتمنى أن تتسع صفحات منتدياتنا لقلمك
وما يحمله من عبير مشاعرك ومواضيعك
وآرائك الشخصية
التي سنشاركك الطرح والإبداع فيها
مع خالص دعواي لك بقضاء وقت ممتع ومفيد   
ابجد العلوم الجزء لااول J8+qMw3sAsw5QAAAABJRU5ErkJggg==
ادارة منتدى الزعآطشة تتمنى لكم سنة سعيدة مليئة بالافراح انشاء الله    

 

 ابجد العلوم الجزء لااول

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
the agent xxx




عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 02/07/2011

ابجد العلوم الجزء لااول Empty
مُساهمةموضوع: ابجد العلوم الجزء لااول   ابجد العلوم الجزء لااول I_icon_minitimeالإثنين يوليو 04, 2011 3:14 pm


أبجد العلوم
المجلد الأول
2 من 46
المجلد الأول
الوشي المرقوم، في بيان أحوال العلوم
مقدمة المؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل العلم سُلماً إلى معارج المعلوم‏.‏ والمعلوم فضلاً مُسلَّماً عند عصابة المنطوق والمفهوم، وسرَّح أبصار البصائر في رياض الفنون والمعارف، رياض زهت فيها أزهار المعاني والبيان، فتفتحت بنسائمها أنوار الفضل التالد والطارف‏.‏ فاجتنت منها أيدي المنى فواكه القلوب وأقوات الأرواح، واقتطفت منها جني الحقائق والدقائق من بين أقاحي الصباح، فهو قوت الفؤاد ومراح الأشباح، وروح جثمان الكمال، وحادي النفوس إلى بلاد الأفراح‏.‏ به فَضلُ الذوق الروحاني على الماق الجسماني فضلاً لا يعرفه إلا من تضلع منه أو ذاق، ولا يدرك كنهه إلا من غاص في قعر بحاره، وسبح في ثبج أنهاره، ثم برع وفاق‏.‏
والصلاة والسلام على سيد العلماء، سند الفضلاء، تاج الكملاء محمد النبي المصطفى أحمد الأمي المجتبى، المؤيد من السماء، الموحى إليه بالقرآن الذي فيه هدى وشفاء‏.‏الذي أكمل الله تعالى به علوم الأوائل والأواخر، وخصه من بين خلقه بمزايا المعارف وخبايا المفاخر‏.‏ فيا له من نبي رفيع القدر ما ترقى رقيه الأنبياء، ورفيع كريم الذكر ما طاولته السماء‏.‏ صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وحزبه المتأدبين بآدابه، الذين تفتحت لهم كمائم المنقول والمعقول‏.‏ وتحلت بعقود علومهم أجياد الفحول، حتى اشتفت نفوس الإسلام والمسلمين من داء الأعداء، وزال كلب الكفر ومرض الإشراك بما أريق من دمائهم، تحت أديم السماء على وجه الغبراء‏.‏فهم مخازن الفضائل والعوائد، ومعادن الفواضل والفوائد، ومجامع المكارم والمحامد، ومناحي المعارف والمقاصد‏.‏
لا زالت سحب الرحمة هاطلة على مراقدهم، وتحايا الرضوان نازلة على معاهدهم‏.‏ ما طلعت شموس العلوم من أفلاك الدواوين والدفاتر، وسطعت نجوم الفنون من مشارق الأقلام والمحابر وبعد‏:‏ فهذا بث لما وقر في صدري من أحوال العلوم العالية، وتراجم الفنون الفاخرة، وأثر بعد عين في تحصيل ما نيطت به سعادة الدنيا والآخرة، وردت من بحارها الطامية ماء عذباً فراتاً حالياً، وكرعت من أنهارها الصافية ما كان عن القذى طاهراً وعن الأكدار خالياً‏.‏ حررته إحرازاً لما تشتت من أحوال العلوم وتراجم أسمائها وسماتها، وجمعته إفرازا للفنون مع بيان مباديها وأغراضها وغاياتها‏.‏ مستمدا في ذلك من كتب الأئمة السادة، وصحف الكبراء القادة، بعد أن عرفت مجاريها، وتعلمت الرمي من القوس وقد كنت باريها‏.‏ لأني لما وقفت على كتاب ‏(‏عنوان العبر وديوان المبتدأ والخبر‏)‏ لقاضي القضاة مؤيد الدين أبي زيد عبد الرحمن ابن خلدون الأندلسي وجدت مؤلفه رحمه الله تعالى قد عقد في الكتاب الأول منه فصلاً سادساً في العلوم وأنواعها وسائر طرقها وأنحائها وما يعرض في ‏(‏1/ 5‏)‏ ذلك كله من الأحوال‏.‏
ثم رأيت خواجه خليفة زاده ملا كاتب الجلبي، لخص منه تلك العلوم وأحوالها في مقدمة كتابه ‏(‏كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون‏)‏ وأضاف إليه أشياء من ‏(‏مفتاح السعادة‏)‏ لأبي الخير‏.‏
ثم اطلعت على كتاب ‏(‏مدينة العلوم‏)‏ للأرنيقي، تلميذ قاضي زاده موسى بن محمود الرومي شارح ‏(‏جغميني‏)‏ وفيه بيان أنواع العلوم وتراجم بعض علماء الفنون‏.‏
ثم عثرت على كتاب ‏(‏كشاف اصطلاحات الفنون‏)‏ للشيخ الفاضل محمد علي بن علي التهانوي الهندي، وقد ذكر فيه أنواعا من العلوم المتداولة وطرقا من الفنون المتناولة‏.‏
ورأيت المترفين قد عجزت هممهم عن معرفة هذه العلوم والفنون، ووجدت العلماء قد قنعوا بالطل من الوابل الهتون، فكل واحدة من هاتين القبيلتين في غنى عن جباتها وقصور عن بلوغ غايتها، إلا ما شاء الله تعالى من شواذ القبائل وأفراد الإنسان‏.‏
موضوع الكتاب الأول تاريخ أحوال العالم‏.‏ وموضوع الكتاب الثاني جمع أسامي الكتب التي صفنها بنو آدم‏.‏ فالأول ليس فيه ما خلا ذكر تلك العلوم في فصول خاصة إلا أحوال العمران وأمم الإنسان، ‏(‏1/ 6‏)‏ ووقائع الدهور والأزمان‏.‏ والثاني ليس فيه ما عدا تراجم تلك العلوم والخطب إلا الكشف عن أسامي الكتب‏.‏ والثالث مقتصر على ذكر أنواع العلوم وتراجم المصنفين فيها‏.‏ والرابع مختص بذكر اصطلاحاتها المتداولة في كتب الفنون‏.‏
فأردت أن أفرد منها أحوال العلوم، وتراجم الفنون في تأليف مختصر تقريباً للبعيد وتحصيلاً للتجريد، مضيفاً إليه ما حصل الوقوف عليه في أثناء ملاحظة الكتب الشاذة وعطفها، واجتناء ثمار الفوائد من الصحف الفاذة وقطفها‏.‏ ليكون هذا السفر التام المقصود، وكوكب المراد الطالع من أفق السعود سهل الحصول لمن رام الوصول إليه، ويسير النتاج لمن أراد الحصول منه والتعويل عليه، لأنه دراسات عديدة في كراريس محدودة، وفراسات سديدة في قراطيس مشهودة، تحلت بعون الله، وحسن توفيقه بكل زين ورتبت على قسمين‏:‏
الأول‏:‏ في بيان أحوال العلوم‏.‏
والثاني‏:‏ في تراجمها المنطوق منها والمفهوم‏.‏
وكل قسم من هذين القسمين اشتمل على مقدمة، وخاتمة، وأبواب على أكمل وضع وأجمل أسلوب، تسوق ناظريها من طلبة العلوم إلى أعز مقصود وأعز مطلوب‏.‏
وأنت تعلم إن كنت ممن طالع الكتب المشار إليها واطلع عليها، أن بعد هذا التجريد مما فيها لم يبق من المقاصد العلمية إلا القليل من تراجم ‏(‏1/ 7‏)‏ الكتب وأهليها‏.‏
لكن الذي أهمني أني رأيت أبناء هذا الزمان لا تتوجه طبائعهم إلى إدراك العلوم ومبانيها، واقتباس فوائد الفنون ولو بفهم بعض معانيها‏.‏ فضلاً عن أن يحيطوا بجميع المقاصد والغايات، ويبلغوا من معرفتها وضبطها إلى النهايات‏.‏ إلا واحداً من الألوف المؤلفة، وفرداً من الأحزاب المتحزبة ممن لهم همة شامخة وروية دارية في كسب المعارف والعلوم‏.‏ أو دولة باذخة وقدرة سارية في جمع المقسوم‏.‏ فإنه قد يرفع الرأس إلى معرفة العلم بدءً وغاية، وينحو إلى استعلام أمر الأول والنهاية‏.‏
وكل الخلق وجلهم مغمورون في اللذات العاجلة الخاطئة الكاذبة الفانية‏.‏ ويؤثرونها ولو كان بهم خصاصة على النعم الآجلة الدائمة الباقية‏.‏ إلا من عصمه الله تعالى‏.‏ فكأن الناس كلهم قد صاروا أجناسا بلا فصول، أو إناثا بلا فحول‏.‏ مع أن الإنسان إنما تميز عن الحيوان بالنطق والعلم والعرفان‏.‏ ولو لم يكن العلم في البشر لكان هو وجميع الحيوانات سواسية في كل شان‏.‏ فإنا لله على ذهاب العلم وأهليه وفشو الجهل وعلو ذويه‏.‏
وبالجملة‏:‏ فهذا المؤلف الذي جمع أحوال العلوم وتراجمها في كن واحد، وأوعى أشتات الفنون في وعاء صامد‏.‏ قد تجلى نوره في آخر الزمان من عمر الدنيا حين ولى شبابها، ولم يبق من بحار حياتها إلا سرابها، وتوالت فيها الآفات والفتن، وعمت بأهلها البلوى والمحن‏.‏ ولذلك كان أثراً بعد عين، أو حديثا من خفي حنين‏.‏
ومع ذلك قد جاء بحمد الله تعالى في بابه بديع المثال، منيع المنال، مبدئ العجب العجاب‏.‏ إذا سئل أعطى وإذا دعي أجاب، كأنه سماء علوم شرفت كواكبها عجائبها، وأرض فنون أمطرت بالغرائب سحائبها، ‏(‏1/ 8‏)‏ شامة في وجنات النكات، تميمة في أجياد الفحول الأثبات، جنة أشجارها مورقة، حديقة أزهارها مونقة، أكلها دائم وظلها قائم، نعيمها مقيم، ومزاجها من تسنيم‏.‏ سفينة نجاة يعبر بها الأبرار بحاراً بعيدة الأغوار، وفلك مشحون يسيح العابرون في قاموسه المحيط التيار، وحسبك به مطية يصل بها الراكب إلى رياض الجنان، ويشرب هنالك الشارب من حياض العرفان‏.‏ جمعته لتفنن خواطر الولدين الكريمين السعيدين، وتمرن ضمائر الابنين الشريفين الحميدين‏:‏ السيد نور الحسن الطيب، والسيد على حسن الطاهر، بارك الله لهم وفيهم وعليهم في الدنيا، والدين وجعل لهم لسان صدق في الآخرين، وسلك بهم مسلك السلف الصالحين خصوصا، ولمن عداهم من أهل العلم والفضل عموما‏.‏
وسميت القسم الأول من هذا الكتاب‏:‏ ‏(‏‏(‏الوشي المرقوم‏)‏‏)‏‏.‏ والقسم الآخر ‏(‏‏(‏السحاب المركوم‏)‏‏)‏ والكتاب نفسه ‏(‏‏(‏أبجد العلوم‏)‏‏)‏
وكان وضعه وجمعه في بلدة بهوبال المحمية في سنة تسعين ومائتين وألف الهجرية، وطبعة وينعه في سنة خمس وتسعين ومائتين وألف القدسية، في المطبعة المنسوبة إلى ذات المحامد السنية والمكارم العلية، من أخجلت بجودها السحاب فصب عرقا، وأرعدت بسياستها الرعد فارتعد فرقا، لاح نور رأفتها من سواد بلاد مالوة الدكن كما لاح نور الباصرة من سواد البصر‏.‏ فوصل كذلك إلى القريب والبعيد من أهل الوبر والمدر‏.‏ من نزل بأعتابها نسي الأوطان والأصحاب، ومن لاذ ببابها أتاه المطالب من كل باب‏.‏
قد جمعت بين الصورة الملكية والسيرة الملكية، وقرنت بين الحكمة الأيمانية، والحكومة اليمانية‏.‏ وهنا أنشدت مخاطبا للصبا والشمال على ما هو دأب أرباب الوجد والحال‏:‏ ‏(‏1/ 9‏)‏
وصلت حمى بهوبال يا نفس فانزلي ** فقد نلت مأمول الفوائد المعول
ويا حبذا ساحاتها نلت إنها ** نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
تذكرت عهدا بالحمى وبمن به ** قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
وما هو إلا حضرة العزة التي ** تخاطب تاج الهند عند الأماثل
معاذة أهل الفضل من كل حادث ** ملاذة أعيان العلاة الأفاضل
مغيثة أرباب الفواضل والحجى ** ثمال اليتامى عصمة للأرامل
هي البحر جودا فيضها شمل الورى ** وقد نال من معروفها كل سائل
هي الشمس إفضالا يعم نوالها ** جميع الرعايا من صنوف القبائل
أفادت كرامات بهمتها التي ** لها ليس مثلا عند كل مماثل
أفاضت فيوضا أخجلت جود حاتم ** أسالت إلينا هاطلا بعد هاطل ‏(‏1/ 10‏)‏
قفوا أخبرونا من يقوم مقامه ** ومن ذا يرد الآن لهفة سائل
قفوا أخبرونا هل لها من مشابه ** قفوا أخبرونا هل لها من مشاكل
فما هي إلا رحمة مستطابة ** تعم البرايا من غني وعائل
أدام لها رب البرايا مكارما ** تقصر عنها لك حاف وناعل
وزاد لها الإقبال إقبال عزة ** وكان لها عونا لدى كل نازل
أعني بها ملكية العالم أهل بيتي نواب شاهجان بيكم، طابت أيامها ولياليها، ونامت عيون الدواهي عن معاليها‏.‏
هذا والله أسأل أن يصعد هذا الكتاب ذروة القبول، ويجعله خالصا لذاته الكريمة، وينفع به أهل العلم ومن أخلفه من السادة الفحول، ويرخي على زلات جامعة من عفوه وعافيته وغفرانه ورضوانه أطول الذيول‏.‏
وحين بلغ القول مني إلى هذا المبلغ أخذت في سرد مقاصد الكتاب، أبوابا ورفعت عن وجوه عرائس العلوم وتراجمها حجابا، وأبديت فيه عللا وأسبابا، ونزعت عن محيا فنونه جلبابا، وسلكت فيه مسلكا غريبا، واخترت من بين المناحي منهجا عجيبا‏.‏
وبالله الاستعانة ومنه التوفيق في كل ما أحرر وأقول، وعليه التعويل وله الحمد على كل حال وهو خير مسئول ومأمول‏:‏ ‏(‏1/ 11‏)‏
القسم الأول
من كتاب أبجد العلوم في أحوالها المسمى بالوشي المرقوم
المقدمة
في بيان ما يطلق عليه اسم العلم ونسبته ومحله وبقائه وعلم الله تعالى
العلم بالكسر وسكون اللام‏:‏ في عرف العلماء يطلق على معان منها، الإدراك مطلقا، تصورا كان أو تصديقا يقينيا أو غير يقيني وإليه ذهب الحكماء‏.‏
ومنها التصديق مطلقا، يقينيا كان أو غيره‏.‏ قال السيد السند في ‏(‏حواشي العضدي‏)‏‏:‏ ‏(‏‏(‏لفظ العلم يطلق على المقسم، وهو مطلق الإدراك، وعلى قسم منه وهو التصديق‏.‏ إما بالاشتراك بأن يوضع بإزائه أيضا، وإما بغلبة استعماله فيه لكونه مقصودا في الأكثر، وإنما يقصد التصور لأجله‏.‏
ومنها التصديق اليقيني في الخيالي‏.‏ العلم عند المتكلمين ‏(‏1/ 12‏)‏ لا معنى له سوى اليقين، وفي ‏(‏الأطول‏)‏ في باب التشبيه‏:‏ العلم بمعنى اليقين في اللغة لأنه من باب أفعال القلوب‏)‏‏)‏ انتهى
ومنها ما يتناول اليقين والتصور مطلقا في ‏(‏شرح التجريد‏)‏‏:‏
‏(‏‏(‏العلم يطلق تارة يراد به الصورة الحاصلة في الذهن، ويطلق تارة ويراد به اليقين فقط‏.‏ ويطلق تارة ويراد به ما يتناول اليقين والتصور مطلقا‏)‏‏)‏ انتهى‏.‏
قيل‏:‏ هذا هو مذهب المتكلمين‏.‏
ومنها التعقل‏.‏
ومنها التوهم والتخيل‏.‏ في ‏(‏تهذيب الكلام‏)‏‏:‏ ‏(‏‏(‏أنواع الإدراك إحساس وتخيل وتوهم وتعقل، والعلم قد يقال لمطلق الإدراك وللثلاثة الأخيرة وللأخير، وللتصديق الجازم المطابق الثابت‏.‏
ومنها‏:‏ إدراك الكلي مفهوماً أو حكما‏.‏
ومنها‏:‏ إدراك المركب تصورا كان أو تصديقا‏.‏
ومنها‏:‏ إدراك المسائل عن دليل‏.‏
ومنها‏:‏ نفس المسائل المبرهنة‏.‏
ومنها‏:‏ الملكة الحاصلة من إدراك تلك المسائل، وبعضهم لم يشترط كون المسائل مبرهنة‏)‏‏)‏‏.‏
وقال‏:‏ ‏(‏‏(‏العلم يطلق على إدراك المسائل وعلى نفسها، ‏(‏1/ 13‏)‏ وعلى الملكة الحاصلة منها‏.‏ والعلوم المدونة تطلق أيضا على هذه المعاني الثلاثة الأخيرة‏.‏
ومنها‏:‏ ملكة يقتدر بها على استعمال موضوعات ما، نحو غرض من الأغراض صادرا عن البصيرة بحسب ما يمكن فيها، ويقال لها الصناعة أيضا‏)‏‏)‏ كذا في ‏(‏المطول‏)‏‏.‏ في بحث التشبيه‏.‏
ورده السيد السند ‏(‏‏(‏بأن الملكة المذكورة المسماة بالصناعة إنما هي في العلوم العملية، أي‏:‏ المتعلقة بكيفية العمل كالطب والمنطق، وتخصيص العلم بإزائها غير محقق، كيف وقد يذكر العلم في مقابلة الصناعة‏.‏ نعم إطلاقه على ملكة الإدراك، بحيث يتناول العلوم النظرية والعملية غير بعيد مناسب للعرف‏)‏‏)‏ انتهى‏.‏
قال المتكلمون‏:‏ لا بد في العلم من إضافة ونسبة مخصوصة بين العالم والمعلوم بها‏.‏ ويكون العالم عالما بذلك المعلوم، والمعلوم معلوما لذلك العالم‏.‏ وهذه الإضافة هي المسماة عندهم بالتعلق، فجمهور المتكلمين على أن العلم هو هذا التعلق، إذ لم يثبت غيره بدليل فيتعدد العلم بتعدد المعلومات، كتعدد الإضافة بتعدد المضاف إليه‏.‏
وقال قوم من الأشاعرة‏:‏ هو صفة حقيقية ذات تعلق‏.‏ وعند هؤلاء فثمة أمران‏:‏ العلم، وهو تلك الصفة‏.‏ والعالمية، أي‏:‏ ذلك التعلق‏.‏ فعلى هذا لا يتعدد العلم بتعدد المعلومات، إذ لا يلزم من تعلق الصفة بأمور كثيرة تكثر الصفة إذ يجوز أن يكون لشيء واحد تعلقات بأمور متعددة‏.‏ ‏(‏1/ 14‏)‏
وأثبت القاضي الباقلاني العلم الذي هو صفة موجودة، والعالمية التي هي من قبيل الأحوال عنده‏.‏ وأثبت معها تعلقا، فإما للعلم فقط أو للعالمية‏.‏
فقط فهذه ثلاثة أمور‏:‏ العلم، والعالمية، والتعلق الثابت لأحدهما وإما لهما معا، فها هنا أربعة أمور‏:‏ العلم والعالمية وتعلقاتهما‏.‏
وقال الحكماء‏:‏ العلم هو الموجود الذهني، إذ لا يعقل ما هو عدم صرف بحسب الخارج كالممتنعات‏.‏ والتعلق إنما يتصور بين شيئين متمايزين، ولا تمايز إلا بأن يكون لكل منهما ثبوت في الجملة، ولا ثبوت للمعدوم في الخارج فلا حقيقة له إلا الأمر الموجود في الذهن وذلك الأمر هو العلم، وأما التعلق فلازم له‏.‏ والمعلوم أيضا فإنه باعتبار قيامه بالقوة العاقلة علم، وباعتباره في نفسه من حيث هو هو معلوم‏.‏ فالعلم والمعلوم متحدان بالذات مختلفان بالاعتبار‏.‏ وإذا كان العلم بالمعدومات كذلك وجب أن يكون سائر المعلومات أيضا كذلك، إذ لا اختلاف بين أفراد حقيقة واحدة نوعية‏.‏ كذا في ‏(‏شرح المواقف‏)‏ قال مرزازاهد‏:‏ هذا في العلم الحصولي‏.‏ وأما في الحضوري فالعلم والمعلوم متحدان ذاتا واعتبارا، ومن ظن أن التغاير بينهما في الحضوري أيضا اعتباري كتغاير المعالِج والمعالجَ، فقد اشتبه عليه التغاير الذي هو مصداق تحققهما بالتغاير الذي هو بعد تحققهما‏.‏ فإنه لو كان بينهما تغاير سابق لكان العلم الحضوري صورة منتزعة من المعلوم وكان علما حصوليا‏.‏
ثم اعلم أن محل العلم الحادث سواء كان متعلقا بالكليات أو بالجزئيات عند أهل الحق غير متعين عقلا، بل يجوز عندهم عقلا أن يخلقه الله تعالى في أي جوهر أراد من جواهر البدن لكن السمع دل على أنه القلب، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏فتكون لهم قلوب يعقلون بها‏}‏ وقال‏:‏ ‏{‏أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها‏}‏ ‏(‏1/ 15‏)‏‏.‏
هذا وقال الحكماء‏:‏ محل العلم الحادث النفس الناطقة، أو المشاعر العشر الظاهرة والباطنة‏.‏
وقد اختلف المتكلمون في بقاء العلم والعقل بعد الموت في الجنة‏.‏
فالأشاعرة قضوا باستحالة بقائهما كسائر الأعراض عندهم‏.‏ وأما المعتزلة فقد أجمعوا على بقاء العلوم الضرورية، والمكتسبة التي لا يتعلق بها التكليف‏.‏
واختلفوا في العلوم المكتسبة المكلف بها، فقال الجبائي‏:‏ إنها ليست باقية وإلا لزم أن لا يكون المكلف بها حال بقائها مطيعاً ولا عاصياً ولا مثاباً ولا معاقباً مع تحقق التكليف، وهو باطل بناء على أن لزوم الثواب أو العقاب على من كلف به‏.‏ وخالفه أبو هاشم في ذلك وأوجب بقاء العلوم مطلقاً‏.‏
قال شيخنا العلامة المجتهد المطلق قاضي القضاة محمد بن علي الشوكاني في فتاواه المسماة ‏(‏بالفتح الرباني‏)‏‏:‏ ‏(‏‏(‏إنه وصل السؤال عن الكلام للحافظ الذهبي من أن علوم أهل الجنة تسلب عنهم في الجنة، ولا يبقى ‏(‏1/ 16‏)‏ لهم شعور بشيء منها فاقشعر جلدي عند الاطلاع على هذا الكلام، من مثل الحافظ الذي أفنى عمره في خدمة الكتاب والسنة والتراجم لعلماء هذا الشأن‏.‏ وقد كنت قديما وقفت على شيء من هذا، لكن لفرد شاذ من أفراد الحكماء قاله لا عن دراية ولا رواية، فلم أعبأ به لجهله بالكتاب والسنة، فياليت شعري كيف يجري قلم أحقر عالم من علماء الشريعة بمثل هذا‏.‏ وعجبت ما أدخل هذا الحافظ في مثل هذه المداخل المقفرة المكفهرة، التي يتلون الخريف في شعابها وهضابها، ويتحمل هذا النقل الثقيل والعبئ الجليل‏.‏ والحاصل أن الطوائف الإسلامية على اختلاف مذاهبهم وتباين طرقهم متفقون على أن عقول أهل الجنة تزداد صفاء وإدراكا لذهاب ما كان يعتريهم من الكدورات الدنيوية‏.‏ وكيف يسلبون ما هو عندهم من أوفر النعم وأوفر القسم، وهم في دار فيها ما تشتهيه النفس وتلذ به الأعين مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فكأن هذا القائل لم يقرأ القرآن الكريم وما اشتمل عليه من تحاور أهل الجنة وأهل النار وتخاصمهم بتلك الحجج التي لا تصدر إلا عن أكمل الناس عقلا، وأوفر الخلائق فهما، وما يذكرونه من حالهم الذي كانوا عليه في أهليهم بل ما يودونه من إبلاغ الأحياء عنهم ما صاروا فيه من النعيم قال‏:‏ ‏{‏يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين‏}‏ ‏[‏ يس‏:‏ 27 ‏]‏‏.‏
وورد مثل هذا المعنى في القرآن، الذي رفع لفظه من المصحف، كما ثبت في الصحاح من كتب الحديث عن أولئك الشهداء بلفظ‏:‏ ‏(‏‏(‏بلغوا قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا‏)‏‏)‏‏.‏
وكذلك ما ذكر من اجتماع أهل الجنة ومذاكرتهم بما كانوا فيه في الدنيا، وما صاروا إليه في الجنة، كما في الآيات المشتملة على ما في الجنة مما أعده الله لهم حيث يقول‏:‏ وفيها وفيها وفيها، في آيات كثيرة‏.‏ وذكر أن أهلها على سرر متقابلين، وأنه ‏(‏1/ 17‏)‏ يطوف عليهم ولدان مخلدون‏.‏ وثبت أنهم يدخلون الجنة على تلك الصفات من الجمال والشباب وكمال الخلق وحسن الهيئة مردا جردا أبناء ثلاث وثلاثين سنة‏.‏ وأنهم يتخيرون في الجنة ما يشتهون‏.‏ وكم يعد العاد من الآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة‏.‏ ولا يتم هذا النعيم ولا بعضه إلا وهم ذوو عقول صحيحة بالضرورة العقلية، كما ثبت بالضرورة الدينية‏.‏ ومعلوم أنهم إذا كانوا ذوي عقول، فمهما وجدت معهم فهي بالإمكان العام والخاص قادرة على كسب ما تجدد لها من العلوم، ذاكرة لما حصل لها منها من قبل هذا مالا يحتاج إلى بيان ولا يفتقر إلى برهان، ولو فقدوها لفقدوا الإنسانية الكاملة وصاروا مشابهين للدواب، وأي نعمة لمن لا عقل له كما هو مشاهد من المصابين بالجنون في الدنيا، وأي فائدة للمبالغة في نعيم من كان ذاهب العقل بما ثبت في الكتاب والسنة، من أنهم على صفات فوق صفاتهم في الدنيا بمسافات لا يقدر قدرها ولا يحاط بكنهها‏.‏
وكذلك لا يتم نعيمهم إلا بوجود الحواس الظاهرة والباطنة، ولو فقدوها لما تنعموا كما ينبغي‏.‏ وكذا لو فقدوا بعضها لم يكن لهم شعور بالتنعيم الذي وصفه الله سبحانه وبالغ فيه‏.‏ وأي فائدة لفاقد العقل، وأي شعور له بكونه على صفة كمالية في جماله، ولباسه الحرير والديباج، وتحليته بالذهب والجواهر، وأكله من أطيب المأكل وشربه من أنفس المشروب‏.‏ وكذا لا نعمة تامة فضلا عن أن تكون فاضلة لمن كان أعمى أو أصم أو لا يفهم شيئا، أو لا يذكر ما مضى له ولا يفكر فيما هو فيه‏.‏
وإذا تقرر لك هذا، علمت أن أهل الجنة لهم العقول الفائقة بنسبة الدنيا شبابا وجمالا وقوة وفهما وذكرا وحفظا وسلامة من كل نقص‏.‏
ولو لم يكن الأمر هكذا، لم تكن لهم فائدة بما بولغ به في شأنهم من الصفات، بل يعود ذلك بالنقص، لما أثبت لهم منها في الجنة هذا معلوم بالعقل والشرع لا يتمارى فيه قط‏.‏ وأقل ‏(‏1/ 18‏)‏ الحال أن يكون النعيم المحكوم لهم به في الجنة كتابا وسنة ناقصا‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ł.ЙậŇї
مؤسس الموقع
مؤسس الموقع
Ł.ЙậŇї


عدد المساهمات : 174
تاريخ التسجيل : 11/05/2011
العمر : 30
الموقع : https://za3touch.yoo7.com/

ابجد العلوم الجزء لااول Empty
مُساهمةموضوع: مشكوووووووور    ابجد العلوم الجزء لااول I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 05, 2011 11:14 am

مشكوووووووووور اخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://za3touch.yoo7.com
 
ابجد العلوم الجزء لااول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابجد العلوم الجزء الرابع
» ابجدالعلوم الجزء الثاني
» ابجدالعلوم الجزء الثالث
» تفسير الاحلام (الجزء 2) رؤيا الموت

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الزعاطشة :: .¸¸۝❝ اسـ،ـلامـ،ـيات ❝۝¸¸. :: …▓…قسم التاريخ و الحضارة الاسامية…▓…-
انتقل الى: